فلسطين أون لاين

حوار الأب مسلم: المقدسيون يقاتلون الاحتلال وحدهم والوضع السياسي مُخجل

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ جمال غيث:

أكد الأب مانويل مسلم، رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، أن المقدسيين يقاتلون وحدهم ويواجهون الاحتلال وممارساته الظالمة في هبَّة باب العمود، في ظل غياب الوسط السياسي عن المشهد الدائر في المدينة المقدسة.

ووصف مسلم ما يحصل في القدس المحتلة بالجريمة المنظمة في ظل غياب الموقف الرسمي الفلسطيني وانشغاله بالانتخابات والتقاسمات، لافتًا إلى أن الهجمة الإسرائيلية على القدس كبيرة إعلاميًّا، وعتادًا وماليًّا.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": إن المقدسيين مؤمنون بأن المسجد الأقصى ملك خالص للمسلمين، ولا يستطيع أي احتلال الاستيلاء عليه، مؤكدًا أن المقدسيين يعرفون الطريق جيدًا لتحريره والخلاص من دنس المحتل الغاصب.

هبَّة المقدسيين

وأضاف مسلم أن الهجمة الإسرائيلية على القدس كبيرة إعلاميًا وماليًا وعتادًا، فالاحتلال ينشر جنودًا مدربين على الحرب لمواجهة المقدسيين في ظل مواصلة الدعم العالمي لكيان الاحتلال، واستمرار مسلسل التطبيع العربي، "وكأن القدس لا تهمهم ولا تمت للعرب بصلة".

وتابع رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس: "إن ضعف العرب والمسلمين يقابله تنامي قوة الاحتلال التي تزيد من جرائمها للوصول إلى أهدافها بالسيطرة على القدس كليًّا".

وتساءل مسلم عن دور الشباب الفلسطيني من هبّة باب العمود، ولماذا يترك الشباب المقدسي وحدهم في مواجهة الاحتلال، وكذلك عن غياب الدور العربي والدولي الداعم للقدس، متوقعًا أن تنتهي هبة المقدسيين في الأيام المقبلة إذا ما تُرك المقدسيون وحدهم في المواجهة.

ودعا إلى إعلان عصيان مدني بدءًا من القدس وساحات المسجد الأقصى المبارك يشارك فيه كل الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم للوقف ضد الجرائم الممارسة بالقدس والأقصى، مضيفًا أن إعلان العصيان المدني سيكون له بعدًا قوميًّا عربيًّا، يشل الحياة في كل الوطن العربي وقد يسقط بعض الحكام لإهمالهم قضية القدس".

وضع مُخجل

وعن غياب المستوى الرسمي ممثلًا بالسلطة عما يدور من أحداث في القدس، قال مسلم: "إن الوضع السياسي مُخزٍ ومخجل، ويقودونا إلى ضياع القدس وليس الخلاص من الاحتلال، في ظل انشغالهم بملف الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وحث على ضرورة إجراء انتخابات المجلس الوطني في أقرب وقت ممكن من أجل ترميم منظمة التحرير وترتيب الشعب كي يتمكن من اتخاذ قرار موحد لمواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن مقاومة القدس يجب أن تكون بـ"العصيان المدني".

وبيّن أن الصراع في مدينة القدس، صراع على الأرض والإنسان والحضارة، "فمنذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا والضوء مسلط على مدينة القدس؛ فهي البؤرة والمحطة للاستيلاء.

وشدد مسلم: "لا معنى لـ(إسرائيل) دون القدس، فهي بذلك تحاول جاهدة الاستيلاء عليها خشية من زوالها"، مؤكدًا أن الصراع الدائر هو على وجود الاحتلال في المنطقة ووجود الفلسطينيين، مشددًا "لا معنى للفلسطينيين دون القدس".

وذهب إلى القول: "للأسف عندما نقاتل عن القدس نقاتل عن أريحا أو رام الله أو حيفا أو يافا، فالقدس هي كل فلسطيني، إذا سقطت القدس بيد العرب من جديد وحرروها انتهت (إسرائيل)"، واصفًا الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بالمؤقت والظالم.

وعن تسريب العقارات للاحتلال، قال مسلم: "سربت منظمة التحرير لـ(إسرائيل) 80% من أرض فلسطين، ونحو مليون ونصف فلسطيني، فالأَوْلى أن يُحاسَب مَن سرَّب الوطن قبل محاسبة مَن سرَّب أرضه أو منزله.

وفي الوقت نفسه دعا مسلم إلى محاسبة كل مَن يسربون العقارات للاحتلال بتعليقهم على المشانق في الساحات العامة وأمام الناس ليكونوا عِبرة ورادعًا لمن يحاول أو يتجرأ على التنازل عن أرضه لمصلحة الاحتلال.

رابط وطني

وأشار إلى أن بعض الضعفاء وبعض الإعلاميين يعملون على إثارة الفرقة بين المسلمين والمسيحيين بزعم وجود اضطهاد يقع على المسيحيين في محاولة لإضعافهم ودفعهم إلى الانحياز للاحتلال وتقويته.

وأكد مسلم أن الرابط بين المسيحيين والفلسطينيين رابط وطني، فالمسلمون والمسيحيون شعب واحد ويقاتلون في خندق واحد للخلاص من الاحتلال، داعيًا إلى محاسبة كل من يحاول إثارة الفرقة بين المسلمين والمسيحيين بزعم وجود اضطهاد.

وجدد التأكيد أن المسيحيين شعب فلسطيني ولا توجد قوة في العالم تستطيع سلخهم عن المسلمين أو تهجيرهم عن أرضهم، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال بحق المسيحيين لن تغيبهم عن دورهم الدفاعي عن القدس أو الأراضي الفلسطينية، وسيواصلون وقوفهم ودفاعهم عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية إلى جانب إخوانهم المسلمين.

وأردف مسلم: يعمل الإعلام الصهيوني المسيحي بجنون لدفعنا إلى الفرقة عن الفلسطينيين؛ فنحن نعي لهم ونفتح أعيينا عليهم (...) نحن جزء لا نتجزأ من الإسلام، ونحن أشرس المقاتلين لصد أي هجمة يتعرض لها المسلمون أو أماكنهم المقدسة، فصوت المسيحي الحر يؤكد أننا رأس الحربة للدفاع عن فلسطين أرضًا وشعبًا وشتاتًا".

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك، مواجهات بين فلسطينيين وشرطة الاحتلال، على خلفية محاولة الأخيرة منعهم من التجمع في منطقة "باب العمود" التي اعتادوا إحياء ليالي الشهر الكريم فيها.

وبلغت الأحداث ذروتها مساء الخميس وفجر الجمعة، حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى، وعمت المظاهرات الرافضة والمنددة بإجراءات الاحتلال مختلف الأراضي الفلسطينية.